الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الرغبة في الزواج بامرأة لا يبيح إقامة علاقة معها قبل العقد، ولو كان الطرفان صادقين في إرادتهما الزواج، وإنما سبيل ذلك الخطبة الشرعية إلى أهلها، كما أوضحناه في الفتاوى: 27399، 1769.
ثم إنه ليس لهذه لفتاة حق عليك حتى يؤنبك ضميرك نحوها، فكلاكما شريك في العلاقة الآثمة عن تراض، فكان المنبغي أن يكون ما تحس به من تأنيب الضمير، والوساوس في ذلك عن عصيانك لله، والوقوع في تلك الآثام، لا عن تحمل ذنب فتاة اقترفت الذنوب بمحض إرادتها.
فواجبك هو التوبة النصوح إلى الله تعالى، والندم على ما سبق، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه ابن ماجه، والحاكم، وأحمد: الندم توبة. وهو ركن التوبة الأعظم، كما حررناه في الفتوى: 134518 فانظرها للأهمية.
وما تجده في نفسك من وساوس، وتأنيب نحوها، فإنما هو داعية عدوك الشيطان؛ لإعادة العلاقة الآثمة بينكما، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
فبادر إلى التوبة، وأصلح العمل، وأحسن الظن بربك، وينبغي أن تستأنف حياتك كأن شيئًا لم يكن، وأن تعمل على ما فيه خير دينك ودنياك، ولا تلتفت إلى الماضي متحسرًا، فإن ذلك يضرك ولا ينفعك.
والله أعلم.