الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كلا الأمرين يحصلان بالقرآن علما وعملا، فهو يزكي من اشتغل به وعمل بما فيه، فامتثل الأوامر واجتنب النواهي، ويحليه باتصافه بالصفات الحميدة التي حض عليها وتخليه عما نهي عنه وذمه من الصفات الذميمة، فعلى المسلم أن يشتغل بتلاوته وتدبر معانيه، وأن يجعله مرآة له فينظر أين هو من أوامر القرآن ونواهيه؟ وهل هو متحقق بما فيه من الصفات والأخلاق الحميدة؟ وهل هو متخل عما ورد ذمه فيه من الصفات الذميمة؟ وهل هو قائم بما أوجب الله عليه وأمره به؟ وهل هو قائم بترك ما نهاه الله عنه؟ وقد روى أبو نعيم في حلية الأولياء عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما عليما سكيتا، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون جافيا، ولا غافلا، ولا صخابا، ولا صياحا، ولا حديدا. اهـ.
والله أعلم.