الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا حرج عليك في كل ما فعلته من القصر والجمع إذا لم تنو أن تقيم في تلك المدن إقامة تقطع عنك حكم السفر، والإقامة التي ينقطع بها حكم السفر هي أربعة أيام سوى يومي الدخول والخروج, فمن كان مسافرا ونوى الإقامة في مكان ما أربعة أيام انقطع عنه حكم السفر, كما نرجو أن لا حرج عليك في صلاة الوتر بعد العشاء التي جمعتها جمع تقديم مع المغرب, وقد ذهب الحنابلة والشافعية إلى أن وقت الوتر مرتبط بصلاة العشاء وليس بدخول وقت العشاء، فمن صلى العشاء ولو جمع تقديم مع المغرب صح أن يصلي بعده الوتر, جاء في الموسوعة الفقهية: وَقْتُ الْوِتْرِ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ ـ وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ ـ يَبْدَأُ مِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ، وَذَلِكَ لِحَدِيثِ خَارِجَةَ الْمُتَقَدِّمِ، وَفِيهِ: فَصَلُّوهَا مَا بَيْنَ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ قَالُوا: وَيُصَلَّى اسْتِحْبَابًا بَعْدَ سُنَّةِ الْعِشَاءِ، لِيُوَالِيَ بَيْنَ الْعِشَاءِ وَسُنَّتِهَا، قَالُوا: وَلَوْ جَمَعَ الْمُصَلِّي بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ جَمْعَ تَقْدِيمٍ، أَيْ فِي وَقْتِ الْمَغْرِبِ فَيَبْدَأُ وَقْتُ الْوِتْرِ مِنْ بَعْدِ تَمَامِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ..... وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إِلَى أَنَّ أَوَّل وَقْتِ صَلاَةِ الْوِتْرِ مِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ الصَّحِيحَةِ وَمَغِيبِ الشَّفَقِ، فَمَنْ قَدَّمَ الْعِشَاءَ فِي جَمْعِ التَّقْدِيمِ فَإِنَّهُ لاَ يُصَلِّي الْوِتْرَ إِلاَّ بَعْدَ مَغِيبِ الشَّفَقِ... اهــ مختصرا.
وانظر الفتوى رقم: 115280، عن المدة المبيحة للترخص برخص السفر.
والله أعلم.