الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك الهدى والاستقامة على الخير. وأن ييسر لنا ولك تحصيل العلم النافع والعمل به كما يحب ربنا ويرضى، والذي ننصحك به في طلب العلم الشرعي هو أن تخلص النية فيه أولاً لله تعالى وأن تستعين به، وأن تلازم شيخاً ورعاً سليم المعتقد عالماً بما يدرس وأن تبدأ في كل فن بالمختصرات.
أما في العقيدة فنحيلك إلى جوابنا السابق تحت الرقم:
4412وأما في الفقه المالكي فيمكنك أن تدرس مختصر الأخضري في فقه الطهارة والصلاة، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني أو نظم الكفاف لمحمد مولود الشنقيطي، واعلم أن كتب الفروع لا تخلو من مسألة يكون خلافها هو الراجح دليلاً، لذلك ينبغي لمن درسها أن يسأل عن أدلة المسائل فيها، ويتحرى ما رجح دليله وإن خالف مشهور المذهب،. فكل أحد يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأما في الحديث فيمكنك أن تدرس في المصطلح: البيقونية، أو نخبة الفكر أو أحد أنظامهما. وفي فقه الحديث فيمكنك أن تدرس العمدة للحافظ المقدسي، أو بلوغ المرام للحافظ ابن حجر، أو منتقى الأخبار لأبي البركات ابن تيمية جد شيخ الإسلام، وهو الذي شرحه الشوكاني بكتابه نيل الاوطار، وعليك بمطالعة كتب السنة الأصول كالصحيحين والسنن الأربعة والموطأ والمسند، واحفظ ما استطعت أن تحفظ من ذلك.
وأما في أصول الفقه فيمكنك أن تدرس الورقات لإمام الحرمين الجويني، أو أحد الأنظام التي نظمتها.
ولا بد لطالب العلم أن تكون له مشاركة جيدة في علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة فادرس من ذلك مختصرات نافعات كالمقدمة الآجرومية أو ملحة الإعراب للحريري ولا مية ابن مالك، وإن استطعت أن تتوسع لتدرس ألفية ابن مالك في النحو والصرف معاً فذلك الأولى، وفي البلاغة تدرس الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون للأخضري.
وفي الختام نوصيك بتقوى الله العظيم فهو زاد طالب العلم وعدته التي لا يستغني عنها، ونؤكد عليك بالسعي في حفظ كتاب الله تعالى وإعطائه أولوية فهو رسالة الله إلى الخليقة، وفيه الهدى والنور، وهو منبع كل علم نافع، وعليك أن تتعلم تجويده وقراءته على شيخ حاذق عارف بذلك ، ولازم كتب التفسير المعتمدة كابن كثير والقرطبي.
والله أعلم.