الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن سيرين قال: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.
وهذا الأثر يبين نهج الصواب في طلب العلم، فلا يؤخذ إلا من الثقات المعروفين بالديانة واتباع السنة ومجانبة البدعة ويتأكد ذلك في حق المبتدئين في الطلب، روى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: عن عبد الله بن شوذب، عن أيوب قال: إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 30036، 38541، 18328.
ومعرفة هؤلاء العلماء يكون بأحد أمرين: إما الشهرة والاستفاضة، وإما تزكية أهل العلم المشهود لهم بالأهلية، وراجع الفتويين رقم: 199465، ورقم: 189491.
وكما يتحرى المرء في أمر العلم، ينبغي أن يتحرى أيضا في اختيار من يستشيرهم ويستنير بآرائهم في معرفة أمور السياسة، فإنها أقرب ما يكون لأمر العامة المذكور في قول النبي صلى الله عليه وسلم: سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه في أمر العامة. رواه ابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني.
والله أعلم.