الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعافيك مما تجد، واعلم أن المرء يؤجر على الوسائل المشروعة التي يعملها من أجل تحقيق طاعة الله تعالى، وإن كانت في ذاتها ليست بعبادات، إلا أنها لما كانت وسائل لتحقيق الطاعة كانت مأجورا عليها، قال الله تعالى عن المجاهدين في سبيله: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {التوبة:120}.
قال الفخر الرازي: دلت هذه الآية على أن من قصد طاعة الله كان قيامه وقعوده ومشيته وحركته وسكونه كلها حسنات مكتوبة عند الله، وكذا القول في طرف المعصية، فما أعظم بركة الطاعة، وما أعظم شؤم المعصية.
فعلى ذلك، وحيث إن الاستبراء من البول واجب شرعا، فإن تعين عليك الانتظار في الخلاء لإتمام ذلك، فنرجو لك الأجر عليه ـ إن شاء الله ـ أما إن كان انتظارك بسبب الوسوسة، فحينئذ يكون الأجر في مجاهدتها لا في الاسترسال معها، وانظر الفتوى رقم: 74523.
والله أعلم.