الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز اتهام أحد بعمل السحر دون بينة، ولا يجوز إتيان العرّافين والكهان، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل منه صلاة أربعين يومًا.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من تطير، أو تطير له، أو تكهن، أو تكهن له، أو سحر، أو سحر له، ومن أتى كاهنًا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال المنذري: إسناده جيد.
وليس في الشرع ما يسمى بصلاة الاستكشاف، أو غيرها من الصلوات تكون وسيلة للاطلاع على الغيب، بل هذه الأمور من خرافات السحرة، وأعمال المشعوذين.
فالواجب على أختك أن تتوب إلى الله عز وجل، ولا تلتفت لهذه الخرافات، ولا تعول على تلك الأحلام.
ولا ينبغي التسرع والمبالغة في نسبة ما يعرض للإنسان من المشكلات إلى تأثير السحر، أو المسّ، وإنما ينبغي النظر في الأسباب الظاهرة للمشكلات، والسعي في علاجها بالوسائل المشروعة.
وإذا كان هناك دلائل على وجود سحر، فإن علاجه ميسور - بإذن الله تعالى - وأهم أسباب العلاج التوكل على الله، والمحافظة على الأذكار المسنونة، والرقى المشروعة، مع حسن الظن بالله، وراجع الفتويين: 2244، 10981.
وأما عن حكم زواجها إن كان بسبب سحر، فلا أثر للسحر على حكم الزواج، ولكن الزواج له أركان، وشروط، إذا استوفيت كان الزواج صحيحًا، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 25637.
والله أعلم.