الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته في السؤال حتى وإن قصدت به النذر، فالظاهر أنه يكون نذر لجاج وغضب، وهو ما يقصد الناذر به الحث على فعل شيء، أو ترك شيء لا قصد القربة. وحكمه أنه لا يتحتم الوفاء به على الراجح، وإنما هو كاليمين، فيخير الناذر بين الوفاء وإخراج الكفارة، بخلاف نذر التبرر الذي يجب الوفاء به. وانظري الفتويين: 38872 ، 13998 وما أحيل عليه فيهما.
وعلى ذلك؛ فإن رأيت أن الأصلح لقلبك ونيتك ألا تلتزمي بذلك، فلك أن تتحللي منه بإخراج الكفارة.
أما إن رأيت أن الأفضل لك الالتزام بالنذر، فننصحك بالخشوع في أداء تلك الركعات وغيرها، ومما يعينك على ذلك استحضارك لمكانة الصلاة في الدين وعظيم أجرها، وأهمية الخشوع ومنزلته من الصلاة، وكذلك استشعارك لتقصيرك في حق خالقك جل وعلا. وانظري لمزيد الفائدة الفتويين: 3087، 9525
ثم إن الأحرى بكل مسلم ومسلمة البدار إلى فعل الخيرات عموما؛ لقوله تعالى: ... فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ...{البقرة: 148}، ومن ذلك أداء الصلاة في أول وقتها، فهي من أحب الأعمال إلى الله تعالى؛ لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة في وقتها. وهذا لفظ البخاري. وانظري الفتوى رقم: 152897.
ونحذرك من تأخير الصلاة عن وقتها، فقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بها أو يضيعها؛ قال الله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}، وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}، فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة على كل صلاة في وقتها كما أمرنا الله تعالى، فقال: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ {البقرة:238].
والله أعلم.