الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل أن المعلم ملزم باستكمال المنهج الدراسي تدريسا، واختبارا للطلاب فيه؛ لإظهار مستواهم الحقيقي، وعلى هذا فلا يجوز له أن يحدد لهم مواضع من المنهج تكون محلا لأسئلة الاختبار، ومن باب أولى أنه لا يجوز له إخبار الطلاب بإجابة الأسئلة في الامتحان تصريحا، أو تلميحا.
سئل الشيخ ابن عثيمين: تذكر هذه السائلة بأنها تعمل مدرسة، وتسمع كثيرا من زميلاتها في المدرسة بأنهن قرب الامتحان يضعن مراجعة للمنهج الذي يقمن بتدريسه للطالبات، وتكون أسئلة الاختبارات من صميم تلك المراجعة. فهل هذا العمل جائز يا شيخ؟
فأجاب: لا يحل للمدرسة أن تشير إلى موضع أسئلة الامتحان، سواء بتدريس المواضع التي تريد أن تأخذ منها الأسئلة، أو بالإشارة إلى ذلك، مثل أن تقول: هذا مهم، أو هذا غير مهم، المهم أنه لا يجوز أن تشير لا تصريحا ولا تلميحا إلى مواضع الأسئلة، وهي مؤتمنة على هذا، وليس الشأن أن نكدس طلبة أو طالبات أخذن الشهادة، الشأن أن يكون الطالب نجح عن جدارة. اهـ.
وإذا أخبر المدرس الطلاب بإجابة سؤال ما، فالظاهر أنه لا يحرم على الطالب كتابتها إذا لم يسع لذكر المدرس للإجابة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في برنامج (اللقاء الشهري): قال أحد التلاميذ وهو في قاعة الاختبار: إنه يكتب الجواب فسمع شخصاً يعلِّم تلميذاً إلى جانبه بالجواب. يسأل هذا التلميذ ويقول: هل يجوز أن أكتب الجواب وأنا سمعته؟ نعيد السؤال: تلميذ على الماسة يكتب الجواب ولا يريد الغش بأي حال من الأحوال، لكنه سمع شخصاً يقول لجاره: الجواب كذا وكذا، والجواب صحيح، فهل يجوز أن ينقل الجواب أم لا يجوز؟ نقول: إنما علمه الله، هذا رزق جاء بدون تعب، فلا حرج أن يكتب الجواب، حتى لو فرض أنه لم يكن يعرفه فيكتبه؛ لأنه ما حاول الغش ولا غش. اهـ. وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 191015 .
والله أعلم.