الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
الحكاية عند النحويين معناها أن تبقى علامة الكلمة على ما هي عليه من حركة أو سكون دون أن تتأثر بعوامل الإعراب، وفي كتاب النحو الوافي لمؤلفه عباس حسن ـ رحمه الله ـ عرف الحكاية في حاشية الكتاب بقوله: معناها: أن نردد اللفظ بحالته الأصلية ونعيد نطقه أو كتابته بالصورة التي سمعناها أو قرأناها من غير أن نغير شيئا من حروفه أو حركاته مهما غيرنا الجمل والتراكيب. انتهى.
فيكون معنى: مرفوع على الحكاية ـ أن الكلمة كانت في سياق رفع، وحكيت على ما كانت عليه ولو سبقها ناصب أو جار وأمثلته كثيرة منها ما ذكره في النحو الوافي عمن اسمه: فتحَ اللهُ ـ فقال: تقول: فتحَ اللهُ نشيط، جاء فَتَحَ اللهُ، صاحبت فتَحَ اللهُ، رضيت عن فتَحَ اللهُ، فالعَلَم: فتح اللهُ ـ في الجملة الأولى: مبتدأ، مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره للحكاية وفي المثال الثاني: فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره للحكاية، وفي الثالث: مفعول به، منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة للحكاية، وفي الرابع: مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة للحكاية، فهو لا يتأثر بالعوامل تأثرًا ظاهرًا وإنما يتأثر بها تأثرًا تقديريًا، ويقال في المثال الثاني: الخيرُ نازل حضر، إن الخيرُ نازلٌ حضر، سَلِّمْ على الخيرُ نازلٌ، وهكذا في كل مثال آخر من أمثلة المركب الإسنادي وملحقاته، فإنه يكون معربًا تقديرًا لأجل الحكاية يصيب آخره، فيجعله معربا بحركات مقدرة للحكاية. انتهى.
والله أعلم.