الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، وننصحك أولا بأن تحسني ظنك بربك تعالى، واعلمي أنه سبحانه غفور رحيم عفو بر كريم، فمهما كان ذنبك عظيما، فإن عفو الله تعالى أعظم، ويظهر من سؤالك أن فيك خيرا كثيرا، فلا تقنطي من رحمة الله ولا تيأسي من روحه سبحانه، وكلما أذنبت فتوبي ولا تملي التوبة، واعلمي أن الله تعالى أرحم بالعبد من الأم بولدها، وأن المعاصي والذنوب لا يخلو منها إنسان قط، وليس الشأن في ألا يذنب الإنسان، إنما الشأن في أن يتدارك ذنبه هذا بالتوبة، فتوبي إلى ربك تعالى، وأقبلي عليه مهما تكرر منك الذنب، وإياك أن يتسرب اليأس إلى قلبك، وجاهدي نفسك على الاستقامة والعودة لما كنت عليه سابقا من حفظ القرآن، واصحبي الصالحات وانتظمي في حلقة للتحفيظ أو نحو ذلك، وداومي ولو على القليل، فإن أحب العمل إلى الله أدومه، وإذا انقطعت فعودي، واعلمي أنك قد تتعبين أولا في مجاهدة نفسك ولكن سرعان ما ستشعرين بالراحة والطمأنينة في ظل طاعة الله سبحانه، وانظري الفتوى رقم: 139680.
وطهري قلبك من الحقد والحسد، لا تحسدي أحدا على ما آتاه الله، بل استحضري نعمة الله عليك فقد أعطاك الكثير مما لم يعطه لغيرك، واحمدي ربك على نعمته تلك، واعلمي أنك لا تأثمين بتلك الخواطر والأفكار، فإن الله تعالى تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم، ولكن ينبغي لك أن تطردي الخواطر السيئة عنك، فإن حراسة الخواطر من أهم الوظائف التي يشتغل بها المؤمن، وانظري الفتوى رقم: 150491.
وأما أهلك: فاحمدي لهم تربيتك والإحسان إليك، واغفري لهم بعض تقصيرهم إن وجد منهم تقصير، فإنه بلا شك كان عن غير قصد، وأما ارتكابك العادة السرية في رمضان، فإن كنت جاهلة بكونها من المفطرات فلا قضاء عليك ولا كفارة، وإن كنت تعمدت فعلها مع العلم أنها من المفطرات فلا يجب عليك إلا القضاء، ولا تجب عليك كفارة لأنها لا تجب على الراجح إلا في الفطر بالجماع، وانظري الفتوى رقم: 79032.
وكذا إن كنت تركت شرطا من شروط الصلاة جهلا لم يلزمك القضاء عند بعض أهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 125226.
وعليك بطرد الوساوس ومجاهدتها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وإن أمكن مراجعة بعض الأطباء النفسيين الثقات فذلك نافع ـ إن شاء الله ـ كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا نسأل الله لك العافية.
والله أعلم.