الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكره العبد وخوفه، ونفوره من هذه الوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.
قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا، وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.
وراجعي في ذلك الفتويين: 7950، 12300. فليس الأمر قاصرا على عدم الكفر، بل هو علامة الإيمان.
وأما سؤال أهل العلم عن هذه الوساوس، فلا حرج فيه بالقدر الذي ينتفع به السائل! لأن المبالغة في السؤال، والتقصي والتحري لا يزيد الموسوس إلا شدة في وسوسته!! فيتضرر ولا ينتفع؛ ولهذا فالأصل أن يوصى بالإعراض عن الوساوس بالكلية.
والله أعلم.