الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يعافيك ويرفع ما بك، وننصحك بالإعراض عن هذا الوسواس، وعدم الالتفات إليه، والضراعة إلى الله بأن يعافيك منه، فالوسواس داءٌ عُضال، إذا تحكم من قلب العبد أوقعه في شرٍ عظيم في دينه ودنياه، وجره إلى عواقب وخيمة؛ ولمعرفة علاج الوسوسة راجعي الفتوى رقم: 161171
واعلمي أن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر.
قال ابن رجب في القواعد: إذا شك بعد الفراغ من الصلاة أو غيرها من العبادات في ترك ركن منها، فإنه لا يلتفت إلى الشك، وإن كان الأصل عدم الإتيان به، وعدم براءة الذمة لكن الظاهر من أفعال المكلفين للعبادات أن تقع على وجه الكمال، فيرجع هذا الظاهر على الأصل، ولا فرق في ذلك بين الوضوء وغيره على المنصوص عن أحمد.
وفي نظم ابن عبد القوي:
وما الشك من بعد الفراغ مؤثر يقاس على هذا جميع التعبد.
وكذلك الموسوس الذي تكثر منه الشكوك في العبادات، فلا تأثير لها شرعا.
قال ابن عثيمين في منظومة القواعد:
والشك بعد الفراغ لا يؤثر وهكذا إذا الشكوك تكثر .
أو تك وهما مثل وسواس فدع كل وسواس يجي به لكع.
وقال في شرحه: إذا كانت الشكوك كثيرة تعتريه في كل عبادة يفعلها فإن ذلك لا يؤثر؛ لأن كونه يتردد في كل عبادة يدل على أن الرجل عنده وسواس، فالوسواس مرفوع، ولا أثر له شرعا. اهـ.
فلا يجب ولا يشرع أن تعيدي طهارتك، أو صلاتك، أو صيامك أو غيرها مما تشكين في صحته؛ لأن الشكوك صادرة منك بسبب الوسوسة، وهي كذلك بعد الفراغ من تلك العبادات.
والله أعلم.