الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر لك حرصك على هداية الخلق إلى الحق، وهذا باب عظيم من أبواب القربات؛ قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ {فصلت:33}. وروى أبو داود والترمذي واللفظ لأبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دل على خير فله مثل أجر فاعله. ولا يخفى أن من أهم زاد الداعية العلم النافع الذي يستطيع به بيان الحق ورد الشبهات؛ ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 29347.
وقولك لهذا الرجل: " أنا لا أضمن نفسي في النار أو في الجنة، ولا أملك النار أو الجنة حتى أقول أين سأكون أو أين ستكون..... " يحتمل معنى صحيحا، وهو أنه قد يهديه الله إلى الإسلام ويدخل الجنة، فهو بهذا المعنى لا غبار عليه. وأما إن كنت تقصد أن الله يدخله الجنة وإن مات على النصرانية، فهو قول باطل. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 4625.
وعلى كل تقدير؛ فما دمت قد كنت جاهلا في ذلك الوقت، وكان لك قصد طيب، فنرجو أن لا حرج عليك إن شاء الله. ولو قدر لك لقاؤه، فبين له الصواب، وأن دين الإسلام قد نسخ جميع الأديان، وأنه لا يقبل من أحد غير دين الإسلام، وليكن ذلك بأسلوب طيب وبحكمة.
والله أعلم.