الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تجوز دراسة وتدريس الفلسفة التي تتناول أصول الدين، وأمور الغيب على أساس عقلي محض، ونظرة إلحادية تقدم العقل على النقل، إلا لمن يكون محصنا بالعلم الشرعي راسخا فيه, وهو مع ذلك يقصد من وراء دراسته دفع الباطل ورد الشبهات؛ ويراجع في ذلك الفتوى رقم: 41733.
فإن كنت على علم شرعي راسخ، فلا حرج عليك في إكمال دراسة الفلسفة بنية بيان الحق ورد الشبهات، وأما إذا كنت غير راسخ في العلم الشرعي، فلا يجوز لك دراسة هذه العلوم أو تدريسها؛ لما في ذلك من الخطر على دينك وعقيدتك.
وأما الأشاعرة فهم فرقة من الفرق الإسلامية، في منهجهم بدع، ومخالفة لأهل السنة والجماعة، وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم: 43415، والفتوى رقم: 10400. فمن كان لديه من العلم الشرعي ما يميز به بين الحق والباطل، والخطأ والصواب فلا بأس بدراسته لمناهجهم, ومن لم يكن كذلك، فليبتعد عن قراءة كتبهم، ودراسة مناهجهم.
وأما القول بأن الحسن البصري هو مؤسس المعتزلة، فهو قول غير صحيح، بل المشهور أن مؤسس المعتزلة هو واصل بن عطاء الذي خالف الحسن البصري كما بيناه في الفتوى رقم:17236.
وفي النهاية ننبه على أنه إن توفرت لديك شروط مشروعية دراسة هذه العلوم والمذاهب من التمكن من العلم الشرعي ونحو ذلك, فلا بأس بدراستها، ولكن لا يجوز لك أن تكتب هذا الباطل على أنه صواب، بل اكتبه على أنه مذهب أصحابه, وأنك تحكيه عنهم فهذا يجوز؛ لأن حاية الكفر ليست كفرا كما بيناه في الفتوى رقم: 198445.
والله أعلم.