الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا أمكنك الاستغناء عن هذا الشخص، وتحقيق ما تصبو إليه من أسباب النجاح من غير الحاجة إلى مخالطته ومجالسته، فهو أفضل، فإن الشرع قد حث على صحبة الأخيار وحذر من صحبة الأشرار، كما في الحديث الذي أشرت إليه، والأحاديث الأخرى التي في معناه، وقد ضمنا بعضها الفتوى رقم: 216487 فراجعها.
وإن كنت في حاجة إليه، فلا بأس بمخالطته إن غلب على ظنك أمن شره وعدم التأثر به، وإذا رأيت منه مخالفة للشرع فمره بالمعروف، وانهه عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن انتهى وإلا ففارقه غير مأسوف عليه. ولابن القيم تقسيم جيد للناس من جهة الخلطة ذكرناه في الفتوى رقم: 158317 فنرجو مطالعته للأهمية.
وينبغي للمسلم حين مخالطته الناس أن يستحضر أمر الدعوة إلى الله، والحرص على تعليم وهداية من يجالسهم عسى الله أن يجري الخير على يديه، ويكون سببا في هدايته إلى الصراط المستقيم، وتراجع في الدعوة إلى الله وفضائلها وآدابها الفتاوى أرقام: 13288 - 8524 - 5197 - 8580 .
والله أعلم.