الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان قصدك معرفة تاريخ المتن أو الكتاب المؤلَف، فإن ذلك مهم بالنسبة لطالب العلم، فبه يعرف تاريخ تأليف هذا المتن، وطبقة مؤلفه، وفي أي فترة من حياته كان تأليفه. وقد ذكر كثير من أهل العلم تاريخ تأليفهم، ومكانه، منهم ابن الجزري حيث قال عن كتابه طيبة النشر في القراءات العشر:
وهاهنا تمّ نظام الطّيّبهْ ألفيّة سعيدة مهذّبهْ
بالرّوم من شعبان وسط سنة ِ تسع وتسعين وسبعمائةِ.
ويترتب على ذلك فوائد منها: تصحيح ما ينسب إلى المتن ومؤلفه، وما إذا كان التأليف في آخر حياة المؤلف وهو ممن اختلط في آخر عمره ..
ولو فرض أن المؤلف قد تغير رأيه في مسألة معينة، فإن معرفة تواريخ مؤلفاته يمكن أن تفيد في معرفة ما استقر عليه رأيه.
فمعرفة التواريخ والطبقات مهمة عند أهل العلم، وقد ألف فيها كثير منهم، فمن ذلك طبقات ابن سعد، وطبقات النسائي، والتاريخ الكبير والصغير للإمام البخاري..
والله أعلم.