الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن السحر حقيقة، وله تأثيره على المسحور، وهو ابتلاء من الله تعالى لعباده، كغيره من أنواع البلاء التي يتحقق بها الذل والخضوع، والتضرع والالتجاء إلى الله، وتكفر بها سيئات المبتلى وترفع درجاته إن صبر عند الابتلاء.
ولا حرج في طلب العلاج منه، وذلك بالرقية الشرعية من القرآن والأدعية والأذكار، سواء بأن يرقي الإنسان نفسه، أو يطلب هذه الرقية ممن عرف بالاستقامة في عقيدته ودينه وأخلاقه، مع وجوب الحذر من الذهاب إلى من يدعي معرفة الغيب من الكهنة والعرافين، وهذا هو الغالب على من يتصدى للعلاج من السحر أو العين في هذا الزمان، مما يتطلب التحري والحيطة والحذر.
ومن أبرز علامات هؤلاء الذين يجب الحذر منهم ما ذكرت عن الشخص الذي ذهبت إليه الفتاة من ادعاء معرفة مكان السحر أو أن فلاناً هو الذي فعله، فمدعي هذا إما أن يكون كاذباً وإما أن يكون ممن يتعاملون مع الجن والشياطين، هذا علاوة على ما يترتب على تصديقهم من إثارة الفتنة والحقد والبغضاء بين الناس.
والذي يشرع لمن غلب على ظنه الإصابة بالسحر طلب العلاج بالسبل الشرعية، مع الإكثار من رفع الأيدي بدعاء الله تعالى أن يكشف ما به من ضر.
وفي ختام هذا الجواب نسأل الله تعالى لهذه الأخت الشفاء التام من جميع الأسقام، وأن ييسر لها أمر الزواج، ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم:
5252، والفتوى رقم:
14231، والفتوى رقم:
7087.
والله أعلم.