الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجب على أحد أن يجلس في مصلاه بعد الصبح للتلاوة، لا رجل ولا امرأة، ولكن الجلوس لذكر الله تعالى في هذا الوقت أمر حسن مشروع.
قال ابن القيم رحمه الله: وَمِنَ الْمَكْرُوهِ عِنْدَهُمُ النَّوْمُ بَيْنَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَطُلُوعِ الشَّمْسِ، فَإِنَّهُ وَقْتُ غَنِيمَةٍ، وَلِلسَّيْرِ ذَلِكَ الْوَقْتَ عِنْدَ السَّالِكِينَ مَزِيَّةٌ عَظِيمَةٌ، حَتَّى لَوْ سَارُوا طُولَ لَيْلِهِمْ لَمْ يَسْمَحُوا بِالْقُعُودِ عَنِ السَّيْرِ ذَلِكَ الْوَقْتَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ النَّهَارِ وَمِفْتَاحُهُ، وَوَقْتُ نُزُولِ الْأَرْزَاقِ، وَحُصُولِ الْقَسْمِ، وَحُلُولِ الْبَرَكَةِ، وَمِنْهُ يَنْشَأُ النَّهَارُ، وَيَنْسَحِبُ حُكْمُ جَمِيعِهِ عَلَى حُكْمِ تِلْكَ الْحِصَّةِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ نَوْمُهَا كَنَوْمِ الْمُضْطَرِّ. انتهى.
وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقعد في مصلاه بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس حسنة. وورد في القعود للذكر في هذا الوقت الحديث الذي رواه الترمذي مرفوعا: من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة، تامة، تامة. اهـ.
ويرجى للمرأة إذا جلست في مصلاها بعد صلاة الصبح أن تنال هذا الثواب العظيم، وفضل الله تعالى واسع، ولتنظر الفتوى رقم: 144643.
والله أعلم.