الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن صام يوم الخميس لم يكره له أن يصوم يوم الجمعة - سواء نوى في أثناء صيامه للخميس أنه صائم غدا أم لم ينو ذلك - فالشرط في انتفاء الكراهة أن يصوم قبل الجمعة يومًا, أو بعده يومًا, فلا يكون مفردًا له بالصوم, ولا يلزم نية صيام الجمعة في يوم الخميس، وفي البخاري عن أُمِّ المُؤمِنِينَ جويرية بنت الحارث - رَضِيَ اللهُ عنها -: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الجُمُعَةِ وهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ: "أصُمْتِ أمْسِ؟" قالت: لا، قَال: "تُرِيدِينَ أنْ تَصُومِي غَداً؟" قالتْ: لاَ, قَالَ: "فَأَفْطِرِي".
وهو واضح في أنها لو كانت صامت الخميس لم يكن لينهاها عن إكمال صومها دون مراعاة لما عدا ذلك.
والله أعلم.