الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأنت على خطر عظيم أيها الأخ بما تقيم عليه من كبائر الذنوب، ومن أخطرها اللواط -عياذا بالله- فإنه من أشنع الموبقات؛ وانظر الفتوى رقم: 124496. وكذا ترك الصيام إن كنت تعمدت الفطر فإنه من أكبر الكبائر؛ وانظر الفتوى رقم: 111650.
والواجب عليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى من جميع هذه الذنوب، ومما يعينك على التوبة واستدامتها أن تجتهد في دعاء الله تعالى؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، وعليك بصحبة أهل الخير وترك مصاحبة الأشرار، والبعد عن كل ما من شأنه أن يحملك على هذه المنكرات، وإدامة حضور مجالس العلم وحلق الذكر، والمحافظة على الصلوات في أوقاتها في المسجد جماعة، والتقرب إلى الله بما تيسر من النوافل والسنن؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات. ويجب عليك أن تقضي ما أفطرته من أيام، وأن تبادر بذلك قبل دخول رمضان التالي، وعليك الفدية لتأخيرك القضاء حتى دخل رمضان التالي وهي: إطعام مسكين عن كل يوم أخرت قضاءه.
وعليك أن تستحضر عظمة ربك تعالى واطلاعه عليك، وإحاطته بك، وأنه سبحانه لا تخفى عليه خافية من أمرك، وأنه سبحانه شديد العقاب، فاستحضر موقفك بين يديه، وأنك مسؤول عن القليل والكثير، وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وأدم الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام، والأمور الجسام، واعلم أن الموت يأتي بغتة، ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها، واستهد الله يهدك.
وأما خواطر السوء التي تعرض لك، فيزيلها عنك أن تجتهد في حراسة خواطرك، وأن تجتهد في تبديلها بالفكرة في مصالح دنياك وآخرتك؛ وانظر للأهمية الفتوى رقم: 150491.
وننصحك بكتاب حصن المسلم في الأذكار، والمحافظة على ما فيه، وكذا ننصحك بقراءة الكتب السهلة في السيرة، وأخبار السلف ككتاب الرحيق المختوم في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وكتاب حياة الصحابة ونحوه من الكتب النافعة، وننصحك بإدامة مطالعة كتاب رياض الصالحين، وقراءة كتاب سهل في التفسير ككتاب أيسر التفاسير للجزائري، وقراءة فتاوى العلماء الثقات كالشيخين ابن باز وابن عثيمين، وفتاوى اللجنة الدائمة، وفقك الله لما فيه رضاه، وأعانك على التوبة النصوح.
والله أعلم.