الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة أن الوساوس قد بلغت منك مبلغًا كبيرًا، فعليك أن تدافعي هذه الوساوس, وألا تسترسلي معها, وألا تعيريها اهتمامًا، وراجعي في وسائل التخلص من الوسوسة الفتويين رقم: 3086، ورقم:51601.
ثم ننبهك على أن يدك لا تتنجس إذا لا مست المغسلة, إذا لم تتحققي من نجاسة المكان الذي لامسته يدك, لكن إذا نويت غسل يدك أثناء الوضوء مع عدم رفض نية الوضوء، فهذا لا يبطله، كما لا يبطل الوضوء أيضا إذا كنت تجمعين نية الوضوء مع نية التبرد, أو قصد المتعة, أو الترفه, فجميع ما تقدم لا تأثير له على صحة الوضوء, وإليك بعض كلام أهل العلم في هذه المسألة، جاء في شرح الدرير ممزوجا بمختصر خليل المالكي: وإن مع نية تبرد، أو تدف، أو نظافة، أو تعليم، إذ نية شيء من ذلك لا تنافي الوضوء ولا تؤثر فيه خللا. اهـ
وفي أسنى المطالب لزكريا الأنصاري الشافعي: لو نوى التبرد، ولو في أثناء الوضوء حالة كونه مستحضرا عند نية التبرد نية الوضوء أجزأه، لحصوله من غير نية. انتهى.
وفي الموسوعة الفقهية أثناء الحديث عن النية في الوضوء: وذهب الحنفية إلى أنها سنة مؤكدة، وليست شرطا في صحة الوضوء، وإنما هي شرط في وقوعه عبادة، فمن حيث الجملة إذا حول النية في الوضوء من نية رفع الحدث إلى نية التبرد أو التنظف، فلا أثر لذلك في إفساد الوضوء عند الحنفية، لعدم اعتبارهم النية فرضا، وإنما يظهر أثر التحويل في عدم اعتبار الوضوء عبادة. انتهى.
والله أعلم.