الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا ننبه السائلة على أن تشديدها على نفسها في هذا الباب قد يكون من الوسوسة المذمومة، وهي باب مشهور للوقوع في العنت والمشقة؛ فلذا ننصحها بالإعراض عن التفكير في هذا الموضوع, ما دامت لا توقن أن في هذا المتاع شيئًا مملوكًا لها, ولا توقن أن فيها كتبًا إسلامية، ولكنه يمكن أن تتناصح مع أهلها, وتقول لهم: إنه ينبغي أن يعطوا الكتب لمن يكنها, وينتفع بها, وإلا فليقوموا بدفنها, أو حرقها, ففي صحيح البخاري أن عثمان - رضي الله عنه - بعد كتابته للمصحف أمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
قال ابن بطال - رحمه الله -: في هذا الحديث جواز تحريق الكتب التي فيها اسم الله بالنار، وأن ذلك إكرام لها، وصون عن وطئها بالأقدام. اهـ.
والله أعلم.