الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك السلامة من الفتن، والعون على الاستقامة، والبعد عن جميع المعاصي، ونوصيك بتقوى الله وصحبة الأخيار والحرص على شغل الأوقات بالطاعات خصوصا ذكر الله تعالى، فإن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس، كما جاء ذلك عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وقد سبق أن بينا أن الاستمناء محرم على الراجح من كلام أهل العلم، ورخص فيه بعضهم للضرورة، والضرورة هنا: كخوف الوقوع في الفاحشة، أو حصول ضرر، أو مرض في البدن، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الاستمناء باليد هو حرام عند جمهور العلماء، وهو أصح القولين في مذهب أحمد، وكذلك يعزر من فعله، وفي القول الآخر: هو مكروه غير محرم، وأكثرهم لا يبيحونه لخوف العنت ولا غيره، ونقل عن طائفة من الصحابة والتابعين: أنهم رخصوا فيه للضرورة: مثل أن يخشى الزنا، فلا يعصم منه إلا به، ومثل أن يخاف إن لم يفعله أن يمرض، وهذا قول أحمد وغيره، وأما بدون الضرورة فما علمت أحداً رخص فيه. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى التالية أرقامها:7170، 39644، 33176، 177081، 5524.
والله أعلم.