الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على اهتمامك وحرصك على التمسك بالشرع، ونفيدك أن الموسيقى محرمة على كل حال، كما قدمنا في الفتوى رقم: 66001.
وراجعي في أفلام الكرتون الفتويين رقم: 110537، ورقم: 9699.
وأما حاجة الأطفال للترفيه: فهي من المسائل التي يهم المربين البحث عن وسيلة تتحقق بها دون أن يقع المجتمع في المحظور، وإن من أهم ما يحتاج إليه الأولاد في هذا تعليم السباحة والرماية والفروسية وتحصين هذه الجواهر النفيسة الطاهرة من التلوث بسموم أهل الفجور والفواحش، ففي الحديث: عليكم بالرمي، فإنه من خير لهوكم. رواه البزار، وصححه الألباني.
وفي الحديث: من علم الرمي ثم تركه فليس منا. رواه مسلم.
وفي الحديث: كل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو، إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه وملاعبته أهله، وتعليم السباحة. رواه الطبراني، وصححه الألباني.
وفي الحديث: علموا غلمانكم العوم. رواه أحمد، وحسنه الأرناؤوط.
وقال القاضي أبو بكر بن العربي: إن الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كل نقش وصورة، وهو قابل لكل نقش، وقابل لكل ما يمال به إليه، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة يشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم به والولي عليه، ومهما كان الأب يصون ولده من نار الدنيا فينبغي أن يصونه من نار الآخرة وهو أولى، وصيانته بأن يؤدبه ويهديه ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء، ولا يعوده التنعم، ولا يحبب إليه الزينة وأسباب الرفاهية فيضيع عمره في طلبها إذا كبر ويهلك هلاك الأبد، وينبغي أن يعلمه أيضاً من أمور الدنيا ما يحتاج إليه من السباحة والرمي وغير ذلك مما ينفعه في كل زمان بحسبه، قال عمر رضي الله عنه: علموا أولادكم السباحة والرماية، ومروهم فليثبوا على الخيل وثباً ـ كما يجب على الولي تأديب الصغار بالآداب الشرعية التي تغرس في نفس الطفل الأخلاق الكريمة والسلوك القويم، كالأمر بأداء الصلاة وغيرها مما هو في طوقه. انتهى.
وقد قدمنا بعضا من البدائل المناسبة في الترفيه وهي مغنية عن المسموعات والمنظورات المحرمة، فراجعي في بعضها الفتاوى التالية أرقامها: 173197، 108594، 64312، 76423، 108594، 56819، 202846.
والله أعلم.