الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأذكار اليوم والليلة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بما في ذلك ذكر الله عند البدء بأشياء معينة، مستحبة وليست واجبة. ويوجد منها ما قال بوجوبه بعض أهل العلم كالتسمية عند الأكل والشرب, ومن حافظ عليها فإنه يرجو أن يكون ممن يذكر الله تعالى كثيرا، وقد تكلمنا عن فضلها في الفتوى رقم: 121948 ، والفتوى رقم: 50298، والفتوى رقم: 132063.
وقولك: هل تجب البسملة في كل عمل؟ فالبسملة لا تُشرع في كل عمل، بل تشرع في بعض الأعمال على سبيل الاستحباب، وتكره في أعمال، وتحرم في أخرى على تفصيل ذكرناه في الفتوى رقم: 97485, وكذا ذكر الخروج من المنزل ودخوله ليس بواجب ولكنه سنة مستحبة, ويُشرع كلما تكرر الدخول والخروج.
وما ذكرته عن صاحبك من كثرة الذكر، هذا مما يُشكر عليه ويثاب به عند الله تعالى, وأذكار اليوم والليلة ليس في الإتيان بها مشقة لا سيما وأنها -في الغالب- تكون قصيرة وليست طويلة, والذكر في أصله خفيف؛ لأنه باللسان ولا مشقة في تحريك اللسان. وما يجده ذلك الشخص من المشقة ربما مرده إلى أنه يأتي بأدعية طويلة لم ترد بها السنة، فتأخذ منه وقتا، أو أنه مصاب بوسوسة في كيفية التلفظ بالأذكار فيقول الذكر ثم يعيده ظنا منه أنه لم يلفظه بشكل صحيح, وكثير من الموسوسين يفعلون هذا في أذكار اليوم والليلة، أو أذكار الصلاة ونحوها فتلحقهم مشقة من التكرار, وبعض الحريصين على الذكر يأتي بأذكار معينة وربما تكون طويلة ويخصصها ببعض الأفعال من غير أن يكون له مستند من السنة على ذلك التخصيص, والمهم أن ذكر الله تعالى مطلوب وليس في الذكر مشقة في الأصل، وأعظم ما يذكر الله تعالى به ما جاء به الكتاب والسنة من الأذكار المطلقة والمقيدة وانظر الفتوى رقم: 51256.
والله تعالى أعلم.