الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النية شرط في صحة العبادة، لقوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ {البينة:5}.
وقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات. متفق عليه.
والمشروع في نية العبادة المفروضة ـ من صلاة وزكاة وصوم ـ أن ينوي العبد عند أدائها امتثال أمر الله تعالى له بهذه العبادة، أو أداء ما افترضه عليه، ولا تأثير لعدم معرفتك للدليل على النية، فيكفي علمك أنه واجب ونيتك أن ما تؤديه فريضة وليس نافلة، قال الشاطبي في الموافقات: النِّيَّة شَرْطٌ فِي كَوْنِ الْعَمَلِ عِبَادَةً، وَالنِّيَّةُ الْمُرَادَةُ هُنَا نِيَّةُ الِامْتِثَالِ لِأَمْرِ اللَّهِ.
وانظر الفتوى رقم: 135832، للمزيد من الفائدة.
وأما عن الشق الثاني من السؤال: فإن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر من أمر الله تعالى، فقد قال سبحانه وتعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ {النساء:80}. وقال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ {المائدة:92}. وقال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور:63}. وقال تعالى: وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا {النور:54}. وقال أيضاً: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا {الحشر: 7}.
والآيات في هذا المعنى كثيرة، فامتثالك لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم امتثال لأمر الله، لأنه المبلغ عنه سبحانه وتعالى.
والله أعلم.