الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مخاطبة الرجال عبر الهاتف أو غيره لإقامة علاقات مشبوهة وسيلة من أخطر الوسائل المفضية في الغالب إلى الزنا، والله تعالى نهانا عن كل ما يقرب منه نهياً قاطعاً بقوله تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32].
وسماع الأجنبية لصوت الأجنبي والعكس، ما هو إلا حظ من الزنا الذي يدركه صاحبه لا محالة، وهو موجب لعقاب الله في الآخرة، وإن لم يوجب الحد في الدنيا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه. رواه البخاري ومسلم.
وإننا لنخشى على الأخت السائلة من سوء عاقبة هذا الفعل لحرمته المستوجبة للإثم، مع ما يؤدي إليه من عواقب لا تحمد، وهذا هو الغالب على مثل هذه الأفعال، مع ما يصحب ذلك من إغواء الأغرار من الشباب والرجال، الذين يحصل لهم كثير من الانحراف بسبب أمثال هذه المكالمات التي يصحبها كثير من الأماني المحرمة، وقد بينا ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 14126، 10570، 18297.
فعلى الأخت السائلة أن تتوب إلى الله تعالى مما سلف منها، قبل أن يفجأها الأجل وهي على ذلك، ولا تتم لها التوبة إلا بالاقلاع الفوري عن هذا الذنب، والندم على ما فات منه، والعزم على عدم العودة إليه فيما هو آت من العمر.
والله أعلم.