الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس مجرد المدح يكون سببا للإصابة بالعين، وإنما سبب ذلك إعجاب العائن بشيء ما مع عدم تبريكه.
قال القسطلاني في شرح البخاري: إذَا نَظَرَ الْمِعْيَانُ لِشَيْءٍ بِاسْتِحْسَانٍ مَشُوبٍ بِحَسَدٍ، يَحْصُلُ لِلْمَنْظُورِ ضَرَرٌ بِعَادَةٍ أَجْرَاهَا اللَّهُ تَعَالَى. وَهَلْ ثَمَّ جَوَاهِرُ خَفِيَّةٌ تَنْبَعِثُ مِنْ عَيْنَيْهِ مُتَّصِلَةٌ إلَى الْمَعْيُونِ كَإِصَابَةِ السُّمِّ مِنْ نَظَرِ الأَفْعَى أَمْ لا؟ هُوَ أَمْرٌ يُحْتَمَلُ لا يُقْطَعُ بِإِثْبَاتِهِ وَلا بِنَفْيِهِ. قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: وَالْحَقُّ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَخْلُقُ عِنْدَ نَظَرِ الْعَائِنِ إلَيْهِ وَإِعْجَابِهِ بِهِ إذَا شَاءَ مَا شَاءَ مِنْ أَلَمٍ، أَوْ هَلَكَةٍ وَقَدْ يَصْرِفُهُ قَبْلَ وُقُوعِهِ بِالرُّقْيَةِ. انتهى.
وما حصل لك لا نجزم أنه بسبب العين أو الحسد، بل قد يكون الأمر مجرد ابتلاء يبتلي الله به عباده ليكفر عنهم سيئاتهم ويعظم لهم في درجاتهم، ومن هنا فإننا نوصيك بالصبر، والإكثار من الدعاء، والتوبة والاستغفار، وإن ترجح عندك أنك مصاب بعين أو حسد فلا بأس بأن ترقي نفسك، أو يرقيك غيرك من أهل الصلاح والاستقامة.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتاوى: 7151، 24972، 39136.
والله أعلم.