الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن وسوست له نفسه أو شيطانه فوقع في معصية لله تعالى، فليبادر بالتوبة إلى الله تعالى، وليكثر من الاستغفار كما قال الله تعالى عن عباده المتقين: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران:135}.
والتوبة الصادقة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، وللمزيد انظر الفتوى رقم:5646
وبناء على هذا، فالشخص المذكور يكفيه ما قام به من توبة إلى الله, ولا يقنط من رحمة الله تعالى، ولا يلجأ إلى ما فعله من شغل نفسه بهذا الذنب أكثر مما يلزم, فالله تعالى عفو يقبل توبة التائبين إذا صدقوا في ذلك بل ويفرح بها؛ قال تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا {النساء:110}، وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر 53}.
وبخصوص ما أقدم عليه هذا الشخص من ترك الجمعة تحاشيا لسماع ما يترتب على ذنبه المذكور, فهذا أمر لا يجوز، وهو من كيد الشيطان لأجل حرمان هذا الشخص من أداء الفريضة, وإدخال الحزن والضيق إلى نفسه.
فالجمعة فريضة على كل مسلم قادر عليها, وثبت الوعيد الشديد في التهاون فيها، أو تركها من غير عذر شرعي؛ وراجع المزيد في الفتوى رقم: 65201 ، والفتوى رقم: 170325
ولا بأس بعرض هذا الشخص نفسه على طبيب نفسي ثقة، لعل ذلك يفيده.
والله أعلم.