الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج -إن شاء الله- في إطلاق هذه الكلمة، لأن الدعاء بطول العمر جائز على الراجح من أقوال العلماء بقيود ستأتي، قال الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى:
ويجوز الدعاء بطول العمر، كما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم لأنس. ا.هـ يعني ما رواه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قالت أمي: يا رسول الله، خادمك أنس ادع الله له. قال:
" اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته " وقد ترجم عليه الإمام البخاري: ( باب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه بطول العمر وبكثرة ماله)
وقد ذكر الحافظ في الفتح أقوالاً لبعض أهل العلم في وجه مطابقة الحديث للترجمة ثم قال:
والأولى في الجواب أنه أشار كعادته إلى ما ورد في بعض طرقه، فأخرج في "لأدب المفرد" من وجه آخر عن أنس قال: قالت أم سليم - وهي أم أنس-: خويدمك ألا تدعو له؟ فقال: " اللهم أكثر ماله وولده، وأطل حياته، واغفر له " ا. هـ
وقد ذكر بعض أهل العلم قيوداً حسنة، لجواز إطلاق هذه العبارة من ذلك: ما ذكره الهيتمي في فتاويه حيث قال:
وقيده بعض المحققين بمن في بقائه نفع للمسلمين، فيندب له الدعاء حينئذ، فإن كان نفعه قاصراً فهو دون الأول، قال: ومن عداهما قد يصل للكراهة، والتحريم إن اتصف بضدهما. ا.هـ
وذكر الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - أنه ينبغي أن يقيد ذلك بطاعة الله تعالى ، ونسبه إلى الإمام أحمد - رحمه الله - بأن يقال: أطال الله عمرك في طاعته.
ومما ينبغي أن يعلم أن الدعاء بطول العمر لا يعارض كون الآجال محدودة ومعلومة، فقد ذكر صاحب كتاب: الفواكه الدواني بعد أن رجح القول بالجواز قوله:
وما قيل من أن العمر لا يزيد ولا ينقص فباعتبار ما في صحف الملائكة. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى بالرقم
16122والله أعلم.