الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك لمرضاته، والمؤمن قد يبتلى بمن يسخر منه لتدينه، فليصبر على ذلك ويدفعه بالتي هي أحسن، كما قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
وقولك: ( مسألة: هل الوجه والكفان عورة مسألة خلافية من القدم، وكل عنده دليله، ولم يتهم هذا الفريق الفريق الآخر بالتشدد، أو الفريق الثاني اتهم الفريق الأول بالتسيب ) صحيح، وقد بينا أقوال العلماء في هذه المسألة وأدلتهم في الفتوى رقم: 50794 .
لكن ليحترس المسلم من أن تحمله سخرية الناس منه على الانتصار لنفسه مظهرا ذلك بمظهر الانتصار للدين، فهذا نوع من الهوى الخفي، فلا ينبغي للمؤمن أن يماري الناس في الأحكام الشرعية لمجرد إفحامهم، وإظهار جهلهم وقلة علمهم، وهذا الصنيع ليس من مقتضيات محبة المؤمن لإخوانه ونصحه لهم، وقد جاء عن الحسن البصري أنه قال: المؤمن يداري, ولا يماري, ينشر حكمة الله, فإن قبلت حمد الله, وإن ردت حمد الله . ذكره الآجري في أخلاق العلماء.
والأولى البعد عن المجالس التي بها اختلاط بالنساء، لا سيما إن كن غير متقيدات بضوابط الحجاب الشرعي.
وراجع للفائدة الفتاوى أرقام: 98295 ، 48482 ، 115817 .
والله أعلم.