الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما سألت عنه كله حول المسابقات التلفزيونية ونحوها؛ ولذا نجمل الجواب عما سألت عنه فيما يلي:
إن المسابقات التلفزيونية أو غير التلفزيونية إذا كانت في المسائل الشرعية أو الدنيوية التي قد تعود بنفع على المسلمين، فلا حرج في وضعها, والاشتراك فيها، وأخذ الجوائز التي قد تحصل من خلالها، سواء أكانت عمرة, أو مبالغ مالية, أو غيرها بشرط أن تكون الجوائز مقدمة من متبرع لا يريد منها إلا حفز المتسابقين على التعلم، ودفعهم إلى البحث عن مسائل العلم النافع، وشحذ أذهانهم.
أما إذا كان مقدم الجوائز يريد بذلك عملية تجارية تعود عليه بعائد مادي، فإن المسألة تتحول من مسارها الأول إلى مسار آخر مغاير، وتصبح من القمار المحرم، وعلامة ذلك أن تكون تكلفة المكالمة أو الرسالة أغلى من التكلفة العادية؛ إذ لو كان الغرض نفع المتسابقين وليس الكسب المادي لكانت تكلفة الاتصال أو الرسائل عادية، وهذا هو القمار، فقد عرف العلماء القمار - الميسر - بأنه ما لا يخلو فيه أحد الطرفين أو الأطراف من غنم أو غرم، فهذا المتصل إما أن يربح الجائزة فيكون غانمًا غنمًا كبيرًا، وإما أن لا يربحها فيخسر اتصاله غير العادي.
وقد قرن الله جل وعلا الميسر بالخمر، وهي أم الخبائث، كما قرنه بالاستقسام بالأزلام، والتقرب إلى الأنصاب بالذبح، وهما أمران يصيبان العقيدة في الصميم، مما يعني أن أمر الميسر أمر عظيم، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة:90}.
والحاصل أنه لا يجوز أن يدفع الإنسان شيئًا مقابل اشتراكه في مسابقة قد يربح فيها وقد يخسر، وهو آثم سواء ربح أم خسر، وليس من ذلك الرسوم الطبيعية للاتصال أو الرسائل ونحوها.
والله أعلم.