الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن كنت تعني بالشركِ الشركَ الأكبرَ فإن القول بأن عقوبته أخف من الزنا غير صحيح, بل عقوبة الشرك أعظم في الدنيا والآخرة؛ لأن عقوبته إذا وقع من مسلم القتل؛ لحديث: مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ.
ولا يغسل, ولا يصلى عليه, ولا يدفن في مقابر المسلمين, وعقوبته الأخروية لمن مات عليه الخلود في النار - والعياذ بالله -.
وأما الزنا فإن عقوبته الدنيوية بالنسبة للبكر الجلد والتغريب, وبالنسبة للمحصن الرجم, ويغسل, ويصلى عليه, ويدفن في مقابر المسلمين, وإن مات ولم يتب منه توبة نصوحًا فهو في الآخرة تحت المشيئة: إن شاء الله عفر له, وإن شاء الله عذبه, ثم أخرجه من النار بإيمانه, كما دلت على ذلك النصوص الشرعية, كحديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ ماتَ مِنْ أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ, قلْتُ: وَإِنْ زَنى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: وَإِنْ زَنى وَإِنْ سَرَقَ .. رواه البخاري.
قال ابن حبان - رحمه الله -: دخل الجنة، يريد بعد تعذيبه إياه في النار، نعوذ بالله منها، إن لم يتفضل عليه بالعفو قبل ذلك.
والله تعالى أعلم.