الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن باب التوبة مفتوح, وأن التوبة تقبل إذا تحققت شرائطها, وهي: الإقلاع، والندم، والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى، ولو فرض أنك رجعت إلى الذنب، فإنك تتوب مرة أخرى.
وأما قول البعض لك: إن الكلام في المحرمات لا يفيد فهو صحيح إن كان أراد أن الحديث مع المشركين في هذه الأمور لا يفيد؛ لأن المفروض هو أن تبدأ الحديث معهم في التوحيد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ عندما بعثه داعيًا إلى أهل اليمن فقال له: فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة إلا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أجابوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أجابوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم ... إلى آخر الحديث. رواه البخاري ومسلم.
ولكنه مع ذلك ليس مذمومًا، بل إن اقتناعهم بترك الفواحش وعفتهم أفضل من انهماكهم في الفواحش، واعلم أن طريق الاستقامة والبعد عن الفاحشة ونظر الحرام ليس صعبًا، والوسيلة المثلى له أن تحمل نفسك بجد على تقوى الله تعالى، وأن تراقبه في الغيب والشهادة، وأن لا تجعله أهون الناظرين إليك، وأن تعلم أنك موقوف بين يدي ربك سبحانه، فمحاسب على كل صغيرة وكبيرة جنتها عليك جوارحك، وقد بسطنا الكلام على هذا في الفتاوى التالية أرقامها: 66439، 93857، 59061 52421، 53400، 51769.
والله أعلم.