الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الأم التي هذا شأنها، قد وقعت في معصية ربها، بإهمالها طاعة زوجها والتقصير في حقه، ومطالبته بنفقات زائدة عن حاجتها وعدم القيام بواجبها اتجاه أبنائها، فيجب على هذه الأم أن تسارع بالتوبة من ذلك قبل أن يفجأها الموت وهي على هذه المعاصي، وقد سبق أن بينا حق الزوج على زوجته، ووجوب طاعته عليها في الفتوى رقم:
19419.
كما بينا سبل علاج الرجل لنشوز امرأته في الفتوى رقم:
16826.
أما بالنسبة لكم كأبناء لهذه المرأة، فالواجب عليكم هو الصبر على أذاها مع نصحها قدر الإمكان، لأن تقصير الوالدين في حق أبنائهما ليس مسوغاً لتقصير الأبناء في حق آبائهم، إذ كل عبد مسؤول عما قدمت يداه يوم القيامة، ولا ذنب أعظم من الشرك بالله تعالى، كما قال عز وجل:
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13].
ومع هذا فقد أمر الله بالإحسان إلى الوالدين المشركين فقال:
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً [لقمان:15].
وإن من أعظم أسباب الهداية الإحسان والمعاملة باللطف والصبر على الأذى، والتوجه إلى الله تعالى بالدعاء، وطلب الهداية للمقصرين والمعاندين والضالين، فقد روى
مسلم في صحيحه عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قدم الطفيل وأصحابه، فقالوا: يا رسول الله، إن دوساً قد كفرت وأبت، فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوس، فقال: اللهم اهد دوساً وائت بهم. ولتعلم والدتكم أنها لا يجوز لها السفر بدون محرم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
لا يحل لامرأة أن تسافر ثلاثاً إلا ومعها ذو محرم منها. متفق عليه. وراجعي الفتوى رقم:
3859.
كما يجب على الأم أن تتقي الله في ولدها الذي يرتكب المحرمات وهي تعلم، لأنها راعية لأولادها، والله تعالى سائلها عنهم يوم القيامة، ففي الحديث:
......والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها. رواه
البخاري ومسلم عن
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
والله أعلم.