الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى تبارك وتعالى أن يزيل عنك الهم ويفرج الكرب ويذهب عنك القلق والحزن، ونوصيك بالمحافظة على الفرائض والإكثار من ذكر الله تعالى وخاصة في الصباح والمساء، ففي الذكر سكون للنفس وطمأنينة للقلب، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}.
وقال أيضا: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.
واحرص على صحبة أهل الخير، فهم خير معين في البلاء والرخاء، وإذا كان حالك يقتضي مقابلة بعض الاختصاصيين في علم النفس فراجعهم عسى أن تستفيد من توجيهاتهم، أو تجد عندهم شيئا من العقاقير المهدئة، ولم نفهم ما تعني بقولك: هل الاستطاعة النفسية واجبة للزواج؟ وعلى كل، فإننا نقول: لا ينبغي لمن كان قادرا على الزواج ماليا وبدنيا أن يرغب عنه، وقد نص بعض أهل العلم على أن فعله مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة، كما نص على ذلك صاحب زاد المستقنع الحجاوي من الحنابلة، وقال البهوتي في الروض المربع معلقا على ذلك: لاشتماله على مصالح كثيرة كتحصين فرجه وفرج زوجته، والقيام بها، وتحصيل النسل، وتكثير الأمة، وتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك... اهـ.
ويجب الزواج في حق من يخشى الوقوع في الزنا بتركه.
وكونك تخشى أن تظلم المرأة بعد الزواج قد لا يعدو أن يكون من وساوس النفس والشيطان حتى تحرم من هذا الخير العظيم، فاستعذ بالله وأقدم على الزواج، واتق الله في حق زوجتك ما استطعت، وانظر ماذا يقول رب العزة سبحانه عند الكلام عن النفقة: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا {الطلاق:7}.
والله أعلم.