الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الكلب منهي عن اتخاذه وتربيته في البيت إلا الكلب المأذون فيه لحراسة، أو صيد، وإن كانت الكلبة مريضة لا تصلح هي ولا أولادها للحراسة فلا يلزمك الاحتفاظ بها ولا بأولادها، بل الواجب عليك هو إبعادهم، لما في حديث الصحيحين: من اتخذ كلبا، إلا كلب ماشية، أو صيد، أو زرع انتقص من أجره كل يوم قيراط.
قال النووي: رخص النبي صلى الله عليه وسلم في كلب الصيد وكلب الغنم، وفي الرواية الأخرى وكلب الزرع، ونهى عن اقتناء غيرها، وقد اتفق أصحابنا وغيرهم على أنه يحرم اقتناء الكلب لغير حاجة، مثل أن يقتني كلباً إعجاباً بصورته، أو للمفاخرة به، فهذا حرام بلا خلاف. انتهى.
ولا حرج في علاج الكلب المأذون في اقتنائه، وكذلك غير المأذون فيه، لأنه ذو روح، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له، قالوا: يا رسول وإن لنا في البهائم أجراً؟ فقال: في كل كبد رطبة أجر.
والله أعلم.