الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالدم الناشئ عن الإجهاض لا يكون دم نفاس إلا إذا كان الجنين قد تخلق، وهذا لا يمكن أن يقع قبل واحد وثمانين يوما من الحمل ـ كما يذكره كثير من الفقهاء ـ وفي المسألة خلاف بين أهل العلم، وما ذكرناه هو الذي نفتي به، فمتى حصل الإجهاض قبل هذا، فالدم الناشئ عنه دم استحاضة إلا ما وافق مدة العادة فيكون حيضا، فإن هذا الدم لا يصلح أن يكون حيضا ولا نفاسا فلم يبق إلا كونه دم فساد ـ أي استحاضة ـ وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 129638.
وإذا علمت هذا، فإن المستحاضة تتحفظ وتصلي ما شاءت من الفروض والنوافل وتتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ويجوز لزوجها جماعها إلا إن خشيت ضررا فلها أن تمتنع عن الوطء دفعا للضرر.
والله أعلم.