الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن كان ما ذكرته عن الرجل المغربي الذي تعرف إليه أخوك وعن زوجة أخيك صحيحًا، فاعلم أنهما ساحران يتعاملان مع الجن والشياطين, والقول بأنه تجب طاعتها؛ لأن غضب الله في غضبها, ورضاه في رضاها قول باطل، فليس أحد من الخلق تجب طاعته طاعة مطلقة إلا النبي صلى الله عليه وسلم, وكذا القول بأنها على اتصال دائم بالملائكة, وأنه جاءتكم رسالة من حملة العرش وغيره مما ذكرته كله كذب وضلال مبين.
وقولك: إنهم لا يصلون؛ لأن الله يحبهم هو غاية في الضلال, فأحب الخلق إلى الله تعالى هو رسوله صلى الله عليه وسلم, وما زال يصلي حتى لقي ربه, وقد أخبرنا عليه الصلاة والسلام أنه بين المرء وبين الكفر ترك الصلاة, فكونهم لا يصلون دليل ظاهر على ضلالهم ومروقهم من الدين، فلا مجال للشك في ضلالهم وكذبهم على الله تعالى وأنهم سحرة.
فالواجب عليك نصحهم وتذكيرهم بالله تعالى، فإن أبوا فاقطع صلتهم, واهجرهم في الله تعالى لعلهم يتوبون، واحذر أيضًا أن يصيبك ما أصابهم من الانحراف، ولا تأثم بقطيعتهم ما داموا على ذلك الضلال، والحديث الوارد في حرمة هجر المسلم ثلاثة أيام هو فيما إذا كان الهجر لحظوظ الدنيا, قال ابن الجوزي: اعلم أن تحريم الهجرة بين المسلمين أكثر من ثلاث، إنما هو فيما يكون بينهم من عتب وموجدة، أو لتقصير يقع في حقوق العشرة ونحو ذلك، فهذا يحد له ثلاثة أيام اهـ.
وأما هجر السحرة الكفرة: فلا يتقيد بثلاثة أيام, قال الحافظ أبو عمر ابن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث لمن كانت مكالمته تجلب نقصًا على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 113636، عن موقف العائلة إذا كان بعض أفرادها يتعامل بالسحر, والفتوى رقم: 136640، في كيفية التحصن من أذى السحرة، والفتوى رقم: 229636، في كون السحر بابا من أبواب الكفر، والفتوى رقم: 68274 عن بعض النصوص في الوعيد للسحرة والدجالين والمشعوذين.
والله أعلم.