الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنشكر الأخ السائل تواصله معنا, وما ذكرناه عن الكتاب المشار إليها جاء في الفتوى رقم: 123661، ولم نقل في هذه الفتوى أن الكتاب لم يعرض شيئًا صحيحًا, ولا يُفهم هذا من كلامنا، وإنما ذكرنا أن الكاتب أنكر حقائق علمية, وزعم أنها تعارض القرآن، وهي ليست كذلك, وذكرنا أن الكاتب لم يوافقه على كتابه ـ فيما نعلم ـ أحد من المتخصصين, لا في المجال الشرعي, ولا في المجال الكوني.
وإن كان الكاتب ذكر أشياء دل عليها القرآن، أو السنة، أو كانت محل إجماع، فهو مأجور عليها ـ إن شاء الله ـ ولكن هذه الأشياء لا تعفيه من تلك الأخطاء الفادحة التي ربما أثرت في تصور كثير من القراء الذين ليس عندهم من العلم ما يميزون به الخطأ والصواب، وما ذكرته من أن نظرية الانفجار العظيم تخالف ما أخبرنا الله به من أنه خلق السموات والأرض في ستة أيام فنرى أن الآية الكريمة لا تعارض ولا تثبت تلك النظرية، فإن الله أخبرنا بأنه خلقها في ستة أيام, ولم يخبرنا سبحانه كيف خلقها؟ وهل خلقها بإحداث انفجار من مادة واحدة، أو غير ذلك؟ فلا ينبغي الجزم بأن الآية تتعارض مع النظرية أو تثبتها، وانظر الفتوى رقم: 106105.
والله أعلم.