الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمجرد التفكير فيما يثير الشهوة لا يبطل الصيام، بل لو نزل المني بسبب التفكير لم يبطل الصيام في قول جمهور أهل العلم، قال ابن هبيرة في كتابه اختلاف الأئمة العلماء: وَأَجْمعُوا على أَن من فكر فَأنْزل أَن صَوْمه صَحِيح، إِلَّا مَالِكًا فَإِنَّهُ قَالَ: يفْطر، وَيجب عَلَيْهِ الْقَضَاء. اهـ.
والقول بعدم الفطر هو المفتى به عندنا، كما بيناه في الفتوى رقم: 63268، والفتوى المحال إليها فيها.
وإذا تقرر ما ذكر علم أن مجرد حصول الرعشة لا يبطل به الصيام، وبالأحرى يعلم أن مجرد التفكير من دون رعشة لا يبطل الصيام.
ونوصي الأخت السائلة بتقوى الله تعالى, والحذر من خطوات الشيطان، فإن التفكير في مثل تلك الأمور وإن كان لا يؤاخذ به العبد إلا أنه قد يكون خطوة من خطوات الشيطان التي يستدرج بها العبد إلى ما وراءها؛ ليوقعه في المحرمات، وقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ{النور: 21}.
فاجتهدي في طرد تلك الأفكار عنك, واستعيني بالله تعالى, وأكثري من دعائه.
والله أعلم.