الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي - عافاك الله - أن الوسوسة من شر الأدواء، وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على عبد أفسدت دينه ودنياه، وقد بلغ منك الوسواس مبلغًا عظيمًا جدًّا، ولا علاج لهذه الوساوس إلا أن تعرضي عنها, ولا تسترسلي معها، فكلما ألقى الشيطان في قلبك شيئًا من هذه الوساوس فادفعيها عنك, ولا تبالي بها، واعلمي أنها من كيده ومكره يريد بها أن يصدك عن العبادة, ويكدر عليك عيشك, واعلمي أن هذه الوساوس لا تؤثر في صحة إيمانك ما دمت كارهة لها نافرة منها، بل إنك تؤجرين على مجاهدتها ومحاولة دفعها؛ وانظري الفتوى رقم: 147101.
ثم اعلمي أنه ليس فيما ذكرته ما يوجب الكفر، بل وليس شيء منه معصية لله أصلًا، فمن سبَّح تسبيحة أو ثلاثًا أو أكثر فكل هذا جائز حسن، وليس في العدول عن هذا إلى ذاك طاعة للشيطان، ولا ما يوجب إثمًا فضلًا عن أن يكون كفرًا، وليس ترك قراءة القرآن والجلوس مع الأهل معصية فضلًا عن أن يكون كفرًا, فدعي عنك هذه الوساوس السخيفة، واعلمي أن المرء لا يخرج من الإسلام إلا بفعل ناقض من نواقضه، وقد بينا موجبات الردة في فتوانا رقم: 146893.
وننصحك بالتداوي, ومراجعة الأطباء الثقات؛ فإن في ذلك نفعًا - إن شاء الله - كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا - نسأل الله لك العافية -.
والله أعلم.