لا يحق للفريق أن يهدر حق أي فرد من أفراده من الانتفاع بحصته من الجائزة التي ربحوها

4-9-2013 | إسلام ويب

السؤال:
نحن خريجو كلية الهندسة 2012, وكنا قد شاركنا في مشروع التخرج للعام الدراسي الأخير في مسابقة إنجاز مصر ـ والحمد لله ـ وكنا إحدى الفرق التي فازت بجائزة مالية قدرها 50 ألف جنيه في شهر 9 السابق، واستلام المبلغ مرهون ببعض الشروط أهمها:
1ـ سيتم تسليم الفريق مبلغ 50 ألف جنيه على ثلاث دفعات ـ هي 15 ألف جنيه، وتم استلامه بالفعل في 1-04-2013، ومبلغ 15 ألفًا أخرى بعدها بشهر ونصف، ثم 20 ألفًا بعد شهر ونصف كذلك.
2ـ لا يحق لنا توزيع المبلغ علينا أو صرف رواتب منه، وإنما يستخدم فقط لأغراض الشركة المباشرة, كالتأسيس, والتصنيع, والدعاية, وغيرها.
3ـ قبل استلام أي مبالغ يجب أن يتم تأسيس شركة وتوثيقها قانونيًا، وهو ما تم ـ والحمد لله ـ بمجهود من استمر لتحقيق الهدف، ويتم تسليم تقارير شهرية, والمتابعة الكاملة مع مؤسسة إنجاز؛ للاطلاع على العمل المبذول, وإيصالات الدفع, وغيرها.
4ـ تم عقد اتفاق بيننا وبينهم على ذلك قبل استلام المبالغ، وفي حالة التهاون: لهم الحق الكامل في سحب المبلغ ومقاضاة الشركة.
أما المسألة فهي كالتالي: نحن كنا عشرة أفراد في الفريق ـ وجميعنا خريجو كلية هندسة ـ ومشتركون بالمجهود في المشروع الذي أوصلنا - بفضل الله - لهذا النجاح في المسابقة وغيرها من المسابقات، وكان مشروعنا صناعيًا، وبعد دراسة شاملة توصلنا جميعًا إلى أنه لا يصلح للسوق المصري في المرحلة الحالية، فحاولنا جاهدين إيجاد فكرة بديلة حتى نغتنم فرصة الجائزة، ولأن طموحنا إنشاء شركة ناجحة ـ إن شاء الله ـ واستمر العمل على دراسة السوق, وإيجاد فكرة بديلة لشهر مارس السابق حتى توصلنا - بفضل الله - لفكرة أخرى, وبعد إيجاد الفكرة وبلورتها مباشرة تم اختيار مدير جديد للشركة بموافقة سبعة من الذين استطاعوا الحضور، نظرًا لأن البعض قد دخل الجيش ولم يشارك في هذه المرحلة من بداية اختيار فكرة أخرى حتى الآن، وتم الاتفاق على صلاحيات المدير، منها: أن يقرر من سيخدم الشركة, ويسجل في العقد القانوني ويحصل على نسبة، ومن لم تحتجه الشركة بفكرتها الجديدة فلن يسجل في العقد ... وتم الاتفاق على ذلك والتوقيع من سبعة الحاضرين؛ وبناء عليه, تم تسجيل الشركة بأربعة أفراد فقط، حيث قد خرج اثنان بإرادتهما, وبتراض تام, متمنين التوفيق للشركة، وتم استبعاد أربعة أفراد لعدم حاجة الشركة إليهم, ولظروفهم وانشغالهم بالتجنيد، أو الدراسة، والسؤال هو: باعتبار أننا لم نتفق على صلاحية مدير الشركة باستبعاد من يشاء, وتسجيل من يشاء, وذلك سعيًا منا للتراضي وتجنب الشبهات ومصلحة الشركة، لا لاستغلال صلاحيات أقر بها سبعة - الذين حضروا - فهل هناك حق للذين لم يتم تسجيلهم في الشركة سواء طواعية منهم أو رغمًا عنهم؛ لأن هناك شخصًا لم يحضر أي أمر من السابق لظروف الجيش, وعندما حضر تم إعلامه بتطورات الأمور، ولظروفه وظروف الشركة الجديدة فلن نكون بحاجة إليه، فاعترض, ويرى أن هذا ظلم بين، وأنه شارك بمجهوده، وهذا نقره جميعًا ونقدره، فكيف يتم حساب نسبتهم في الشركة؟ نظرًا لأن أيًّا منا لم يشارك بمبلغ مالي مباشر، وإنما تشاركنا بالمجهود والعمل على مشروع التخرج فقط، مع العلم أنه لم يشارك في إيجاد الفكرة البديلة, وإقناع المؤسسة, وتسجيل الشركة قبل الميعاد, والذي لولا أربعة – المسجلين - لضاعت الفرصة, ولما تم سحب أي مبلغ من خمسين ألفًا، ونحن نرى أن له ولكل الذين لم يسجلوا مجهود، ولولا مجهودهم ما وصلنا إلى هذه المرحلة، ولكنا نرى أن هذا المجهود لم يؤدِ إلى مبلغ مالي مباشر، ولكن العمل القادم في الشركة ومجهود من يستمر, وقبل ذلك توفيق الله هو ما قد يؤدي إلى نجاح ـ إن شاء الله ـ فكيف يتم تسجيله في الشركة, وهو لن يشارك فيما هو قادم؟ علمًا أننا لا نستطيع إعطاءه مالًا مباشرًا كأحد الشروط الموضحة مسبقًا من المؤسسة، وهو على علم كامل بتلك الشروط قبل أن يحدث تطوير للفكرة وللهيكل الإداري؟ وإن كان من الواجب علينا شرعًا أن نسجله، فهل يكون له حق في الإدارة وهو غير موجود؟ أم نسجله كمستثمر له أرباح من الربح السنوي للشركة فقط؟ وكيف نقدر هذه النسبة؟ وإلى متى يتم صرف هذه النسبة من الربح؟ هل لمرة واحدة فقط أم باستمرار؟ والأربعة الذين تم تسجيلهم متفقون على أن الشركة ليست في حاجة إليه، وهو قد رضي بذلك, ولكنه يطالب أن يتم تسجيله في الشركة، ويرى أن له الحق في نسبة يسجل بها كمؤسس للشركة، ولما اختلفنا على ذلك اتفقنا جميعًا أن نرتضي بحكم الشرع في هذه المسألة، فأرجو من سيادتكم التكرم بإفادتنا بالحكم الشرعي - جزيتم خيرًا -.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فجميع أعضاء الفريق شركاء في الجائزة التي أسس عليها المشروع، ولا يحق للفريق أن يهدر حق أي فرد من أفراده في الانتفاع بحصته مما كان أساسه ورأس ماله الجائزة المذكورة.

وعليه، فمن لم يحضر، أو كان مشغولًا عن المشاركة في جهود استثمار المشروع إذا لم يتنازل عن حقه برضاه، إما أن تعوضوه عن حقه  في رأس المال ـ الجائزة ـ وإما أن تتفقوا معه على نسبة من الأرباح تتناسب مع نسبته في رأس المال, ومع جهودكم أنتم التي بذلتموها, والتي لم يساهم هو فيها, والعبرة فيه بالتراضي، جاء في المغني: فيجوز أن يجعلا الربح على قدر المالين، ويجوز أن يتساويا مع تفاضلهما في المال, وأن يتفاضلا فيه مع تساويهما في المال.

وإذا لم يتم التراضي على ما سبق، فلا بد من الرجوع إلى المحكمة.

والله أعلم.

www.islamweb.net