الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يصلح ذات بينكم, وأن يوفقكم لحل النزاع بينكم، فهو ولي ذلك والقادر عليه، وأما عن القطعة الأرضية التي أصبحت صالحة: فإن كانت قد وقعت في نصيب والدك لما قسمت التركة سابقا فليس لعمتك أن تطالب بها الآن، لأنها أصبحت ملكا للوالد ولم تقع في نصيبها هي، فالمرجع في هذا هو النظر في تقسيم التركة سابقا، فمن كانت الأرض الصالحة للبناء ملكا له فهو الأحق بها، والأولى بكم أن تسعوا في فض النزاع عن طريق الصلح سداً لذريعة التقاطع والتدابر، فإن الأرحام والأقارب يتعين السعي في تفادي تفاقم المشاكل التي يمكن أن تقع بينهم، والحرص على الصلح بينهم، وقد صرح الفقهاء بأن القاضي يندب له حث الخصوم على الصلح، ويجب إذا خاف تفاقم المشكلة، قال صاحب الكفاف وهو مالكي في باب القضاء:
بالصلح مر الأرحام والأكارما * ندبا وحتما إن تخف تفاقما.
وقال ابن عاصم في التحفة:
والصلح يستدعي له إن أشكلا * حكم وإن تعين الحق فلا
ما لم يخف بنافذ الأحكام * فتنة أو شحنا أولي الأرحام.
فلو أن الوالد صاحب الحق تنازل لأخته حسما للمشاكل وحصول الخلاف بين الإخوة فهو أفضل، ولكنه لا يجب عليه، بل يشرع له أن يقاضيها وأن لا يعطيها إلا نصيبها الشرعي من التركة.
والله أعلم.