الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الغيرة على المحارم أمر محمود, وهي من خصال المؤمنين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه. متفق عليه. إلا أن الغيرة إذا زادت عن حدها, وكانت في غير ريبة, فإنها تكون مذمومة، فعن جابر بن عتيك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: من الغيرة ما يحب الله, ومنها ما يبغض الله، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة. أخرجه أبو داود، وصححه ابن حبان. وانظر مزيد بيان في الفتاوى: 71340 75940 17659.
واعلم أن الغيرة الزائدة عن الحد، والمفضية إلى الشك في المحارم, وترك الزواج ,هي داء عضال، فعليك أن تعالج نفسك منه، وذلك بالإعراض عن وساوس الغيرة، والاستعاذة بالله منها، واللجوء إلى الله سبحانه أن يصرف عن قلبك هذه العلة.
وعليك أن تجاهد نفسك في إحسان الظن بالله سبحانه والثقة به، فهو أهل الفضل والإحسان، وهو القائل سبحانه - كما في الحديث القدسي -: أنا عند ظن عبدي بي. متفق عليه. وقال ابن القيم: ومن ظن به أنه إذا صدقه في الرغبة والرهبة، وتضرع إليه وسأله، واستعان به وتوكل عليه أنه يخيبه ولا يعطيه ما سأله، فقد ظن به ظن السوء، وظن به خلاف ما هو أهله. اهـ. وراجع للفائدة الفتوى: 96876.
والله أعلم.