الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالثقة لغة: الائتمان، يقال وثق فلان بفلان إذا ائتمنه، والثقة هي أحد التعاريف التي عرف العلماء بها التوكل على الله، قال
ابن القيم :
ومنهم من يفسره بالثقة بالله، والطمأنينة إليه، والسكون إليه. انتهى مدارج السالكين.
وقال:
قال ابن عطاء: التوكل ألا يظهر فيك انزعاج إلى الأسباب مع شدة فاقتك إليها، ولا تزول عن حقيقة السكون إلى الحق مع وقوفك عليها. انتهى
وهذا يعني عدم تعلق القلب بما في أيدي الناس، والوثوق بما في يدي الله تعالى، وهذه هي حقيقة الثقة بالله تعالى، وينضم إلى ذلك اليقين الراسخ بأن الله لا يخلف وعده، وأنه على كل شيء قدير، قال تعالى:
وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [الروم:6].
وقال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:20].
لأن العبد إذا اصطحب هذه الأمور، واحتوى عليها قلبه، لم ييأس عند الفقر والمرض والبلاء بأنواعه، ولم يبطر عند الغنى والعافية والخير بأنواعه، والثقة في الله أيضاً تتضمن الإيمان بقضائه وقدره الذي لا يخرج عنه شيء من هذا الكون، قال تعالى:
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر:49].
وقال تعالى:
وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً [الفرقان2].
فكيف يثق العبد بعد إيمانه بقدر الله بغير من قدَّر الأقدار وقلب الليل والنهار؟!! ولمعرفة معنى التوكل وحقيقته، راجع الفتوى رقم:
18784 والفتوى رقم:
20041.
وللاطلاع على عدم منافاة الأخذ بالأسباب، للإيمان بالقدر والتوكل على الله والثقة فيه، راجع الفتوى رقم:
20441 والفتوى رقم:
15012 والفتوى رقم:
17513 والفتوى رقم:
6074 والفتوى رقم:
11808.
وننصح الأخ الكريم بقراءة مختصر منهاج القاصدين، وتهذيب مدارج السالكين.
والله أعلم.