الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ..... وبعد: فلأهل الإسلام عيدان لا ثالث لهما ألا وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، والدليل على ذلك ما رواه أبو داود في سننه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نعلب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله: (إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر). وجه الدلالة من الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يعلم أنه يشرع للمسلمين أعياد غير هذين العيدين لدل الصحابة عليها. يضاف إلى هذا أن الاحتفال بعيد الميلاد تقليد للكفار وتشبه بهم، والمسلم يجب عليه أن يكون متميزا في كل شيء، والتشبه بالكفار أمر محرم بل قد يفضي بصاحبه إلى الخروج من ملة الإسلام إذا اقترن بما يدل على المحبة والمودة في الباطن كما دلت على ذلك نصوص كثيرة.
وقال الشيخ ابن باز في مجموع فتاويه: قد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين، ولا أصل لها في الشرع المطهر ... وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» أخرجه مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: «خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمرر محدثاتها وكل بدعة ضلالة». والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. ثم إن هذه الاحتفالات مع كونها بدعة منكرة لا أصل لها في الشرع، هي مع ذلك فيها تشبه باليهود والنصارى لاحتفالهم بالموالد، وقد قال عليه الصلاة والسلام محذرا من سنتهم وطريقتهم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: "فمن" أخرجاه في الصحيحين. ومعنى قوله: "فمن" أي هم المعنيون بهذا الكلام. وقال صلى الله عليه وسلم: «من تشبه بقوم فهو منهم» والأحاديث في هذا المعنى معلومة كثيرة. وفق الله الجميع لما يرضيه. اهـ. والله تعالى أعلم.