الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك بالإعراض عن الوساوس والاسترسال مع الشيطان في التفكير فيها، وإذا عرضت لك فاستعذ بالله وقل لا إله إلا الله واصرف ذهنك عن الموضوع، وأما كونك ترى صورة الصليب أحيانا، أو كونه لم يتمزق عندما مزقت الدفتر: فهذا لا عبرة به ولا يترتب عليه شيء، ولا يخفى على مسلم مثلك أن دين الإسلام هو دين التوحيد، وأن من لم يكن مسلماً فهو حطب لجهنم وبئس المصير، قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ {آل عمران:19}.
وقال أيضا: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85}.
وأما النصرانية: فهي دين الشرك، وأهلها متوعدون بالنار، كما قال تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ {المائدة: 17}.
وقال أيضا: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ {المائدة: 73}.
وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ {البينة:6}.
وأما الصليب: فهو أسطورة كذبها الشرع، وذلك بنص القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {النساء:157ـ 158}.
وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.
والله أعلم.