الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العلاقة بين الزوجين قائمة على العشرة بالمعروف وعلى الإحسان المتبادل، قال سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}.
ولا ينبغي خذلان الزوج لأصهاره في وقت أزماتهم، وكذلك منه على الزوجة بما أسداه إليها من قبائح الأخلاق، ولا شك أن ذلك مما يجرح مشاعر الزوجة ويؤلم فؤادها، لكن ينبغي أن تعلمي أن كثيرا مما شكوته من زوجك ليس مما يجب عليه شرعا ولا يأثم في الإخلال به، فلا يجب على زوجك من حيث الأصل استضافة أهلك وإيواؤهم، وعليك بالصبر على ما يبدر من زوجك، فإن النصر مع الصبر، وادرئي إساءته بإحسان عشرته، فإن الإحسان يصير العدو وليا، قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
والتمسي أجر ذلك عند الله، فإنه إن لم يبادلك ذلك، فإن ثواب إحسانك لن يضيع عند الله سبحانه، وذكري زوجك بثواب الصدقة وتفريج كربة المسلم، فإن ذلك سيدفعه للإحسان إلى أهلك, كما أن الثناء عليه وشكره على ما قدمه يشجعه على المزيد، والطلاق أبغض الحلال إلى الله، وهو من أحب أفعال جند إبليس إليه، فننصحك بالإعراض عما يزينه الشيطان من الطلاق، وانظري للفائدة عن الأسباب التي تسوغ للزوجة طلب الطلاق الفتوى رقم: 37112.
وأما أبناء زوجك: فلا تجب عليك صلتهم ولا خدمتهم.
والله أعلم.